أنا عايش ليه؟
لماذا أنا؟ لماذا لا تسير أموري بشكل جيد؟ لماذا أواجه كل هذه المتاعب؟
ما الجدوى من وجودي وحياتي؟
عندما يردد زواري في العيادة أحد هذه الأسئلة، يتبادر إلى ذهني مباشرة كتاب "الإنسان يبحث عن معنى" للدكتور فيكتور فرانكل، وهو طبيب أعصاب ونفسي نمساوي، اعتُقل خلال الحرب العالمية الثانية في معسكرات الاعتقال النازية.
وصف فرانكل في كتابه — الذي حقق نجاحًا كبيرًا وتُرجم إلى عدة لغات، وكان نقطة انطلاق لمدرسة "العلاج بالمعنى" (Logotherapy) — المعاناة القاسية التي كان يتعرض لها السجناء، والتي دفعت كثيرًا منهم إلى الانتحار.
لاحظ فرانكل أن السجناء الذين كان لديهم ما يربطهم بالحياة خارج السجن، كعائلة تنتظر عودتهم أو حلم يسعون لتحقيقه، كانوا أكثر قدرة على تحمّل المعاناة والخروج من السجن أحياء.
وأضاف فرانكل أن اليأس هو معاناة بلا معنى، وأن الإنسان يستمد تمسّكه بالحياة من خلال إيجاده لمعناها.
قد يكون المعنى عند الإنسان في أسرته، التي يتحمّل من أجلها متاعب الحياة بدافع الحب، وقد يكون في عمله وإيمانه بتأثيره الإيجابي في مجتمعه، وقد يكون معنى متجاوزًا للحياة نفسها، فعندما نؤمن بالآخرة، نؤمن أن كل ابتلاء وكرب يتحمّله الإنسان له جزاء وثواب عند الله.
كلما امتلك الإنسان إجابة واضحة ومحددة لسؤال "أنا عايش ليه؟"
كلما اقترب من التوازن النفسي، وازدادت قدرته على مواجهة ضغوط الحياة.
بقلم الدكتورة: ريهام رشاد