ماهي أهمية صورة الجسد وتقدير الذات لصحتك النفسية:

هل يبدوا أي من هذه الأمور مألوفا بالنسبة لك؟

أنا طويل / طويلة جدا

انا قصير / قصيرة جدا

 أنا نحيف / نحيفه جدا

أنا سمين / سمينه جدا

"لو كنت أقصر / أطول / شعري مجعد / شعري مستقيم / أنف أصغر / سيقاني أطول سأكون سعيداً"

هل تقلل من نفسك؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت لست وحدك.

 كمراحل نمو طبيعية لكل شخص ستمر في مرحلة المراهقة بالكثير من التغييرات في جسمك ونتيجة لذلك تتغير صورتك عن نفسك. ليس من السهل دائمًا إبداء الإعجاب بكل جزء من مظهرك، ولكن عندما تعلق في السلبيات فقط، فقد يؤدي ذلك حقًا إلى تقليل تقديرك لذاتك.

صورة الجسد: هي الطريقة التي تنظر بها إلى جسدك- بما في ذلك ما إذا كنت تشعر بأنك جذاب وما إذا كان الآخرون يحبون مظهرك، وهي التصور الذي يكونه الشخص حول جسده او شكله الخارجي والأفكار والمشاعر الناتجة عن هذا التصور"

كما يوضح هذا التعريف، فإن صورة الجسد ليست مجرد بعد واحد انما تتكون من أربعة ابعاد:

-     صورة الجسد الإدراكية: كيف ترى جسمك

-     صورة الجسد العاطفية: كيف تشعر حيال جسمك

-     صورة الجسد المعرفية: كيف تفكر في جسمك

-     صورة الجسد السلوكية: الطريقة التي تتصرف بها نتيجة لصورة الجسم الإدراكية والعاطفية والمعرفية

 بالنسبة للعديد من الأشخاص يمكن أن تكون صورة الجسد مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتقدير الذات، سنعرض لكم دراسات اثبت ذلك:

دراسة بريطانية 2000"تقدير الذات والنمو الجسدي في مرحلة المراهقة المبكرة: فترة البلوغ وصورة الجسم"

من بين الأطفال الذين يبلغون من العمر 11 عامًا، ارتبط النضج المبكر والتقييمات الأقل لصورة الجسم (حجم الجسم والمظهر المدرك) بمستويات أقل من تقدير الذات.
كانت هناك أيضًا أدلة على أن صورة الجسد توسطت في علاقة فترة البلوغ في تقدير الذات لهذه الفئة العمرية، بين الأطفال الذين يبلغون من العمر 13 عامًا، كانت التقارير حول القلق بشأن حجم الجسم والمظهر المدرك السلبي تنبؤية بتدني مستويات تقدير الذات.
(تدعم النتائج الزعم القائل بأن فترة البلوغ تؤثر على صورة الجسم وتقدير الذات)

دراسة بريطانية 2009"صورة الجسد وتقدير الذات في مرحلة الرشد المتأخرة"

أشارت النتائج، على عكس المفهوم الخاطئ الشائع، إلى أن القلق حول صورة الجسم مهمة في تقدير الذات في مرحلة الرشد الأكبر سنًا، ولكنها تختلف حسب العمر والجنس. في حين يبدو أن النساء يطورن استراتيجيات مختلفة لمواجهة آثار الشيخوخة، يبدو أن الرجال يتأثرون أكثر بشكل سلبي، خاصة فيما يتعلق بعمل الجسم.

تقدير الذات: هو عبارة عن مدى شعورك بالقيمة أو بالاستحقاق ومدى شعورك بتقدير الاخرين لك

تقديرك لذاتك مهم لأن الشعور بالرضا عن نفسك يمكن أن يؤثر على صحتك العقلية وعلى سلوكياتك.

الأشخاص الذين لديهم تقدير عالي للذات يعرفون أنفسهم جيدًا كما أنهم واقعيون وقادرون على ايجاد أصدقاء يعجبون بهم ويقدرونهم لطبيعتهم. عادة ما يشعر الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير عالي لذاتهم بقدر أكبر من التحكم في حياتهم ويعرفون نقاط القوة والضعف لديهم.

ما هي الامور التي تؤثر على تقديرك لذاتك؟

مرحلة البلوغ:

في بداية مرحلة البلوغ يعاني بعض الأشخاص من تقدير منخفض للذات وتصور جسدي سلبي وذلك لان الجسد يمر بتغيرات كبيرة في هذه المرحلة وتحدث هذه التغييرات جنبا الى جنب مع الرغبة في الشعور بالقبول من قبل أصدقائنا مما يجعلنا نميل الى مقارنة أنفسنا مع الآخرين. المشكلة هنا تكمن انه ليس كل شخص ينمو أو يتطور في نفس الوقت أو بنفس الطريقة.

الصور الإعلامية والمؤثرات الخارجية الاخرى:

أصبحنا في وقتنا الحاضر أكثر وعيًا بالمشاهير وصور الوسائط الاعلامية خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك كيف يبدو الأشخاص الآخرون وكيف يمكننا ان ننتمي لهم، قد نبدأ في مقارنة أنفسنا مع المشاهير والصور التي تظهر في وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام ونتخذهم ك ("المثل العليا" التي غالبا ما يتم تزينها او طلائها لتبدو أجمل مما هي علية) كل هذا يمكن أن يؤثر على شعورنا حيال أنفسنا وأجسادنا حتى عندما ننمو في سن المراهقة.

العائلة والمدرسة:
يمكن أن تؤثر الحياة العائلية في بعض الأحيان على صورة الجسم لدينا بعض الآباء يركز على شيء معين في ابنائه مثل الوزن او جزء معين في الجسم بشكل دائم ومستمر وايضا قد يعاني بعض أفراد العائلة من صورة جسد سلبية خاصة بهم وينعكس ذلك على ابنائهم والبعض ينتقدون مظهر أطفالهم ("لماذا ترتدين شعرك طويلًا؟" أو "كيف لا يمكنك ارتداء ملابس تناسبك؟"). يمكن أن يؤثر ذلك جميعًا على تقدير الشخص لذاته، خاصةً إذا كان حساسًا لتعليقات الآخرين.

قد يواجه الأشخاص أيضًا تعليقات سلبية وإغاظة مؤذية حول مظهرهم الخارجي من زملائهم وأقرانهم في المدرسة، على الرغم من أن هذه السلوكيات غالبًا ما تأتي من الجهل، إلا أنها في بعض الأحيان يمكن أن تؤثر على صورة الجسد وتقدير الذات لديهم.