الرئيسية
|
المدونة
|
دور الوالدين في العلاج النفسي للطفل

دور الوالدين في العلاج النفسي للطفل

دور الوالدين في العلاج النفسي للطفل

دور الوالدين في العلاج النفسي للطفل: بين الحضور والدعم والتغيير


يظن البعض أن جلسات العلاج النفسي للطفل تدور فقط حول الطفل نفسه، بينما في الحقيقة، يكون للوالدين دور لا يقل

مشاركة فعّالة من البيئة الأسرية،

أهمية عن الجلسات العلاجية ذاتها. فالعلاج النفسي للطفل هو عملية متكاملة، تتطلب

خاصة الأب والأم، لأن الطفل لا يعيش في فراغ بل يتأثر مباشرة بطريقة تعامل والديه معه ومع الحياة من حوله.


لماذا يعتبر دور الوالدين محوريًا في العلاج؟

١ - البيئة المنزلية هي الامتداد الطبيعي للعلاج

ما يحدث داخل الجلسة لا يظل هناك فقط. الطفل يعود إلى بيته، حيث تتجدد السلوكيات والمواقف التي قد تدعم أو تعيق

تقدمه. لذلك، يحتاج المعالج أن يضمن أن الوالدين يوفران بيئة مشجعة، آمنة، ومتسقة مع أهداف الخطة العلاجية.


٢ - الوالدان مصدر الأمان الأول

أي تغيير في طريقة تعامل الوالدين مع الطفل، حتى لو كان بسيطًا كطريقة الاستماع أو احتواء المشاعر، قد يحدث فرقًا

عميقًا في شعور الطفل بالأمان والانتماء. وهذه المشاعر هي حجر الأساس لأي نمو نفسي صحي.


٣ - الوالدان مرآة لسلوكيات الطفل

أحيانًا يكون السلوك الذي يعالجه الطفل انعكاسًا لصراعات غير مرئية في المنظومة الأسرية. هنا يحتاج الوالدان إلى

مراجعة الذات: هل هناك توتر زوجي؟ ضغوط نفسية تنعكس على طريقة التربية؟ دورهم لا يقتصر فقط على دعم الطفل،

بل يشمل تعديل ذواتهم أيضًا.


٤ - الوالدان كمشاركين في الخطة العلاجية

كثير من الجلسات تتضمن تدريبات أو مهام منزلية (homework) للطفل، وهنا يأتي دور الأهل في الالتزام بتطبيقها

غيابهم أو ضعف مشاركتهم قد يُبطئ النتائج.


٥ - نموذج للسلوك الصحي

الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة أكثر من التوجيه المباشر. عندما يرى الطفل والديه يتحدثان بهدوء، يتعاملان مع

مشاكلهما بمرونة، ويعبران عن مشاعرهم بطريقة صحية، فإنه يتشرب هذه الأنماط تدريجيًا


كيف يمكن للوالدين دعم العلاج النفسي بفعالية؟

  • الانفتاح على التوجيهات العلاجية دون انكار او مقاومة
  • العمل على تطوير مهاراتهم التربوية من خلال القرادة، التدريب، أو الاستشارة.
  • احترام خصوصية الطفل وجلساته وعدم تحويل كل تفاصيل العلاج الى موضوع مراقبة أو تسائل مستمر .
  • الصبر على التغيير التدريجي فالعلاج النفسي رحلة وليس وصفة سحرية.
  • طلب الدعم لأنفسهم إن لزم الزمر ، فالمعالج قد يوصي أحيانا بجلسات إرشادية للأهل لدعم العملية كاملة.


ختاما:

العلاج النفسي للطفل لا ينفصل عن عائلته. حين يتغير الوالدان، يتغير العالم الداخلي للطفل. هذه حقيقة ثابتة في أي خطة

علاجية ناجحة. والأبوان اللذان يقرران أن يكونا جزءًا من هذا التغيير، يمنحان طفلهما هدية لا تُقدّر بثمن: نفسًا أكثر

اتزانًا، وقلبًا يشعر بالأمان



إعداد الاخصائية: مها الغامدي

مواضيع ذات صلة

ucan