ماهي المرونة النفسية؟

تحدث د. بندر آل جلالة عن المرونة النفسية Psychological Resilience للتعامل مع الضغوط والتوتر وتحقيق النجاح والعيش بسعادة!

حيث قال: هي امتلاك القدرة على التعامل مع المشكلات والتحديات والتوتر والضغوط النفسية، وكذلك النهوض مجددًا بعد التعرض للعقبات والنكسات والمصائب، والتعافي بعد الصدمة. " أن تسبح دون أن تغرق، وتنحني وتميل دون أن تنكسر! "

هي مزيج من التفاؤل، والثقة، والانجاز، والتوازن، والتقبل، والأمل، والتواصل، والقدرة على التعلم، والتعلم من الفشل، والتعاطف الذاتي، وحل المشكلات، والمواقف والتفكير الإيجابي، والطموح، والهدوء والاسترخاء، وإدارة المشاعر، والأيمان، واقتناص الفرص، والتخطيط والوعي بصحة الجسد وغيرها. وهي مهارة يمكن تعلمها واكتسابها.

بعد ذلك تناول الكاتب علاقة الجسد والتوتر بالمرونة النفسية:

حيث أن الدماغ هو مركز التحكم في المزاج والمشاعر والانفعالات ففيه توجد منطقة limbic system الجهاز الحوفي التي لها علاقة مباشرة بالعواطف والمرونة النفسية.

كيف يتولد التوتر في الجسد؟

حين يحدث لك شيء مسبب للتوتر، تراه أو حتى تسمعه بمجرد أن تفكر فيه؛ فسوف ينتقل ذلك من مراكز الإحساس إلى منطقة لوزة الدماغ Amygdala التي تشبه الحارس اليقظ لجسدك! -الذي قد يبالغ أحيانا في أداء مهمته- ثم ترسل إشارات عصبية لمنطقة تحت المهاد hypothalamus التي بدورها تحفز الغدة الكظرية (فوق الكليتين) ليتم افراز هرمون الادرنالين؛ فتزداد نبضات قلبك، وتشد عضلاتك، ويسخن جسدك، وتتعرق اطرافك، ثم يفرز هرمون الكورتيزول ويستمر التأثير.

ذكر د. بندر آل جلالة في كتابه ٢٦ خطوة لزيادة المرونة النفسية والتعامل مع تحديات الحياة، وتحقيق النجاح، والعيش في سعادة وسلام داخلي.

حيث أشار الى عدة خطوات منها: -

 اِقرأ: يقول العقاد -رحمه الله- لست أهوى القراءة لأكتب، ولا أهوى القراءة لأزداد عمراً في تقدير الحساب.. وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، والقراءة - دون غيرها

- هي التي تعطيني أكثر من حياة، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق. ينبغي تحويل عادة القراءة إلى ممارسة يومية؛ لتقوم بعملية تغذية إيجابية مستمرة لعقولنا.

 احلم: كثيرا مما حققه الناجحون في حياتهم كانت احلاماً تخيلوا حدوثها، عاشوها في خيالاتهم، ثم وضعوا التخطيط لتحويلها إلى واقع متحقق، واجتهدوا كثيرا لأجل ذلك. فمهما كانت ضخامة احلامك فالبداية قد تكون متواضعة.

 تعامل مع مشكلاتك: أهم عوامل تحسين مرونتك النفسية أن يكون لديك وعي ومعرفة بطرق التعامل مع المشكلات والأزمات التي تمر بها.

 الرياضة: بمجرد أن يمارس أحدنا نشاطًا بدنيا مثل المشي السريع، أو ركوب الدراجة، وغيرها من الرياضات يشعر مباشرة بالبهجة والانتعاش النفسي، والصفاء الذهني، وغيرها من مشاعر السعادة. 

وفي النهاية اختتم الكاتب بتساؤل..

 هل المال يصنع السعادة؟!

فالبعض يرى أنه لا يجلب السعادة، وآخرون يعتبرونه سعادة بحد ذاته! ولكي نفهم علاقة المال

بالسعادة ينبغي أن نعرف علاقته بعوامل أخرى تؤثر جميعها على مستوى السعادة. فقد صاغ د. بندر آل جلالة معادلة السعادة المكونة من ثلاثة عوامل وهي:

السعادة= نمط العيش (٣٠٪) + الأفكار والسلوكيات الإيجابية (٥٠٪) +العطاء (٢٠٪)

ولكي تكون السعادة حقيقية ينبغي أن يكون الجانب الروحي والعبادي حاضرًا في كل العوامل. ستجعلنا سعداء راضين، وبالحياة مستمتعين.

عن مؤلف الكتاب:

د. بندر الجلالة طبيب وباحث في الطب النفسي الإيجابي، كاتب ومحاضر في مجالات المرونة النفسية والإنتاجية.

اعداد الاخصائية: سارة عبدالرحمن بن مضحي